الزخارف و النقوش السعودية

 الزخارف والنقوش السعودية: تراث يروي قصصنا

الزخارف والنقوش في السعودية ما هي بس مجرد أشكال حلوة تزين الجدران أو الملابس، هي جزء من هويتنا وتاريخنا، وتحكي عن حياة الناس في مختلف مناطق المملكة. كل منطقة لها لمستها الخاصة، تعكس بيئتها وطريقة عيش أهلها، وكأن الفن هذا طالع من قلب الأرض وأرواح الناس.

القط العسيري: لوحات ترسمها الحريم في عسير

منطقة عسير مشهورة بفن اسمه "القط العسيري"، وهو فن نسائي كانت الحريم يرسمونه داخل بيوتهم، تحديدًا على الجدران. يستخدمون فيه ألوان قوية مثل الأحمر والأصفر والأخضر، ويرسمون أشكال هندسية متناسقة.

ما كان بس تزيين، كان مناسبة يجتمعون فيها الحريم، يزينون البيت ويسولفون ويعيشون لحظات فرح. القط العسيري وصل للعالم، وانضم لقائمة اليونسكو للتراث غير المادي في 2017.

السدو: فن البادية وحياكة من القلب

السدو هو شغل يدوي تسويه النساء في البادية. يستخدمون خيوط من صوف الغنم أو شعر الإبل، ويحيكون منها خيام ومساند وفرش. الزخارف اللي فيه بسيطة بس مليانة معاني، مستوحاة من حياتهم اليومية.

السدو ينعمل بأدوات تقليدية، ويعلمنا كيف كانت المرأة البدوية تدير بيتها وتساهم في المعيشة بشغلها.

الجص الحساوي: لمسة فن على المباني القديمة

في الأحساء، تشتهر الزخرفة بالجص، يسمونها الجص الحساوي. يستخدمون فيها خليط من الجير والماء والرمل، وينقشونه على الشبابيك والأبواب.

الزخارف الجصية تكون غالبًا نباتية أو هندسية، وجمالها إنها مو بس زينة، تساعد في التهوية والضوء. هذا الفن يعطي المباني روح وطابع مميز.

الروشن: نوافذ حجازية تحكي عن الزمن الجميل

الروشن هو نافذة خشبية بارزة تشتهر فيها البيوت القديمة في جدة ومكة. فيها فتحات تدخل الهواء والضوء، وتعطي خصوصية لأهل البيت.

مصنوعة من خشب متين، وغالبًا مزخرفة بشكل دقيق. الرواشين تأثرت بثقافات كثيرة، من الهند واليمن والعثمانيين، وهذا يدل على انفتاح الحجاز زمان.

الأبواب النجدية: رمز للفخامة والذوق

في نجد، الأبواب القديمة لها طابع خاص. تُصنع من خشب قوي مثل السدر أو الأثل، وتُزيّن بزخارف حديدية أو محفورة.

كل باب كان يعبر عن شخصية صاحب البيت، وبعضها فيه رموز أو آيات. اليوم نلقى كثير منها في المتاحف والأسواق التراثية، وناس كثيرة ترجع تستخدم تصاميمها في بيوتها.

النقوش الصخرية: حكايات من آلاف السنين

في مناطق مثل حائل والعلا والباحة، تلقى نقوش على الصخور ترجع لآلاف السنين. الناس زمان نقشوا صور حيوانات، صيد، وحتى طقوسهم اليومية.

أماكن مثل جبة والشويمس دخلت قائمة اليونسكو، لأنها تمثل تاريخ الإنسان في الجزيرة من أقدم العصور.

الزخارف في الملابس والحلي

حتى الملابس السعودية مليانة زخارف، مثل تطريز المشلح في نجد، أو الزهب في الجنوب. يستخدمون فيها خيوط فضية أو ملونة، ويرسمون أشكال تقليدية.

وكمان الحلي مثل الخناجر، والسيوف، وحتى المجوهرات كلها مزينة بنقوش تعكس الهوية القبلية أو الدينية.

الزخارف والعمارة: شكل ووظيفة

زخارفنا ما كانت بس للزينة، كانت لها أهداف عملية. مثلًا الروشن يبرد البيت، والسدو يعزل الحرارة، والجص ينظم الإضاءة.

هذا يدل على كيف أهلنا زمان استغلوا الموارد اللي حولهم بطريقة ذكية وجميلة في نفس الوقت.

الحفاظ على التراث وسط التغيير

مع العمران الحديث، صار في خوف على اختفاء الزخارف التقليدية. لكن الحكومة من خلال رؤية 2030 بدأت تهتم أكثر، وسوت هيئات وبرامج لإحياء الفنون الشعبية.

فيه ورش تعليم، توثيق رقمي، ودعم للحرفيين علشان يكملون المشوار، وحتى يدمجون الزخارف في تصاميم عصرية.

الزخارف اليوم: بين الفن والموضة

الفنانين السعوديين اليوم يستخدمون الزخارف القديمة في أعمال حديثة، من الرسم للتصميم الجرافيكي، وحتى في الهندسة المعمارية.

صارت الزخارف تظهر في الملابس العصرية، الأثاث، الهدايا، وحتى الديكورات. صارت رمز نعتز فيه ونقدمه للعالم بكل فخر.

الخلاصة

الزخارف والنقوش في السعودية تمثل روحنا وتراثنا، وتحكي عن ماضينا وحياتنا اليومية. من القط العسيري للسدو، من الجص للروشن، كلها تعكس ثقافة غنية ومتنوعة.

الحين صار دورنا نحافظ عليها، نطورها، وننقلها للأجيال الجاية. لأنها مو بس تراث، هي قصة وطن وهوية شعب.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أبها سحر الجنوب في مكان واحد

دور التقنية في تطوير السياحة: رحلة نحو المستقبل.

قصر المصمك: شاهد على تأسيس المملكة العربية السعودية.